الدين و العلمانية في سياق تاريخي (الجزء 01 من 02)

يُعدّ هذا الكتاب الذي يتناول "الدين والتديّن"، في منزلة المقدّمة للجزء الثاني الذي يتناول "العلمانية والعلمنة"، وهو ينطلق من تمييز مفاهيم أساسية، مثل التجربة الدينية والأسطورة وعلاقة السحر بالدين وعلاقة الأخلاق بالدين، قبل أن يتناول التديّن وعلاقته بالخوف والمقدّس والمدنّس، ثمّ الإيمان وخصوصية الشعورية، ليتوصّل إلى نتيجة لافتة هي أن لا دين من دون تديّن، في حين يوجد التديّن من دون إيمان، إذ التديّن ظاهرة اجتماعية لها ديناميّتها التطوّرية وحيّزها الدلالي الاجتماعي الذي يميّزها من الدين.
يتعمّق الكتاب فهم الدين والتديّن في عودة نقدية إلى ما سبق من نقد الدين عند كانط وهيغل وماركس وفيبر، محاولًا أن ينتج، عبر النقد، جديدًا على صعيد تناول الدين والتجربة الدينية. ويتتبّع الكتاب أيضًا لفظ الدين في متون التراث العربي الإسلامي بحثًا عن الدلالات المرتبطة باللفظ ذاته. كما يأتي إلى نقد القصور الذي يسمُ تعريفات الدين بوصفها جهدًا علمانيًّا يفترض مجالًا غير ديني أو خارج مجال الدين. وهو يؤسّس بذلك للانتقال من مبحث الدّين والتديّن إلى مبحث العلمانية، إذ لا يمكن فهم التديّن في عصرنا من دون فهم العلمانية والعلمنة، وهذا ما يمهّد لمعالجة موسّعة لهذين المفهومين الأخيرين في الجزء الثاني.
هذا الكتاب أشبه بموسوعة نقدية شاملة ومعمّقة لكلٍّ من الدين والعلمانية في اتّصالهما وانفصالهما؛ موسوعة تحفل بكثيرٍ من الجديد والإضافة.
موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات:http://www.dohainstitute.org/portal